آخر تحديث :الجمعة-18 أبريل 2025-03:50ص
وثائقيات


الأستاذ الراحل يسلم صالح زين السنيدي شخصية تربوية ونضالية مميزة اسهمت في تأسيس التعليم في يافع

الأستاذ الراحل يسلم صالح زين السنيدي شخصية تربوية ونضالية مميزة اسهمت في تأسيس التعليم في يافع
السبت - 23 نوفمبر 2024 - 09:31 م بتوقيت عدن
-

«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين»


بقلم/ الأستاذ طاهر حنش أحمد

تنسيق ونشر/ فهد حنش أبو ماجد


*المولد والنشأة

الأستاذ الراحل يسلم صالح زين السنيدي من مواليد عام 1945م نشأ يتيم الأبوين وعانى من مرارة اليتم والعيش، نشأ وترعرع في قريته ومسقط رأسه إمسدارة بداء يشق طريق حياته بمفرده، معتمداً على ذاته؛ ولأنه لا يجد أجرة الدخول إلى المعلامة لكنه أصر على أن يتعلم من خلال أقرانه ومن خلال التنصت عليهم عن القراءة والكتابة من بعيد.

بحيث قال الشيخ علي شيخ الحجاشي- رحمه الله - الذي كان القائم بتعليم الأطفال أنه كان يقوم بتدريس صديقه في الطفولة صالح حسين الصوبي كمدرس خصوصي لكن فضول الطفل يسلم صالح يومها وصداقته مع ال صوبي، وفر له فرصة المتابعة المستمرة، وفضول التعلم مما جعل الحجاشي يستغرب على بداهته وفطنته من الوهلة الأولى.

حفظ القران الكريم وتعلم الكتابة بمفرده.


*الدور النضالي المبكر في تأسيس التعليم*

في بداية الستينات فتح الأستاذ يسلم صالح زين السنيدي معلامة خاصة لتعليم الأطفال في البداية في منزله ثم بعد ذلك انتقل للتدريس تحت شجرة التولقة وهي أشهر شجرة من حيث ارتفاعها وعرضها ربما في يافع، وهناك تم بناء أربع سبورات بالحجر والاسمنت حول محيطها في عام 1966 - 1967م، وكان من تلاميذه العميد زين الشيبة، وعبدالله علوي، وسعيد ناصر، والخضر محمد صالح، وناصر عبيد، وسعيد محمد عبدالله، وحسين سعيد بدر، وعمر صالح منصور، وصالح احمد شائف وأخرين..

وبمجرد اسقاط المناطق من قبل ثوار الجبهة القومية تم وضع حجر الأساس من قبل القيادة المحلية القارة لمدرسة إمسدارة متبرعاً في طينه الخاصة بموقع المدرسة.

وتم وضع حجر الأساس من قِبل القيادة المحلية محمد علي القيرحي، ومحمد علي حيدرة، وحسين جبران عوض رحم الله من مات، وأطال بعمر من لا زال على قيد الحياة، ومده بالصحة والعافية.

ومن يومها وجهت جهود أبناء المنطقة في تأسيس المدرسة، والعمل على إنجازها بمبادراتهم الذاتية وعلى نفقتهم الخاصة.

وفي عام 1969م انتقل للتدريس في المدرسة بعد أن أنجز الأهالي أول ثلاثة فصول دراسية.

تعد مدرسة إمسدارة ثاني مدرسة للتعليم النظامي في يافع الحيد بعد مدرسة المقيصرة سرار.

تلقى راتباً شهرياً بواقع 10 دنانير من مشروع السنت لدى لجنة أبين ومشروع السنت كان يفرض على المزارعين «سنت» على كل رطل قطن ليستفاد من هذه المبالغ لصالح المشاريع الخدمية وفي مقدمتها التعليم بتوجيهات من الأستاذ سالم صالح محمد الذي شغل بعد الاستقلال مأمورا للمديرية الغربية وعاصمتها جعار إلى أن تم توظيفهم رسمياً لدى وزارة التربية والتعليم بعد خضوعهم للامتحان التحريري واختيار كل من ينجح من المتقدمين.

وفي عام 1968م عمل مديراً ومعلماً، في آن واحد، لمدرسة إمسدارة.


*الأنشطة الجماهيرية*

لم يقتصر دور الأستاذ يسلم صالح زين السنيدي على المهام التربوبية والتعليمية التي كان يقوم بها بل شارك بفعالية في الأعمال الجماهيرية مع إخوانه من أبناء المنطقة ومنهم:

سالم الصيدي، صالح الصوبي، خضر عبدالله، حسن جناح، أحمد حسن أحمد، عباس منصور، حسين محمد عبدالله، عبدالله أحمد سالم، حسين حسن سالم وأخرين في بناء المدارس، وشق طريق الركب، وتأسيس تعاونية حطاط الاستهلاكية، والذي شغل عضواً في مجلس إدارتها لفترة طويلة، كما عمل مسؤولاً سياسياً إلى جانب عمله كمدير لمدرسة إمسدارة في منطقة حطاط الركب وإمسدارة معا.


*علاقاته المتميزة مع القيادات الإدارية والسياسية*

ارتبط الأستاذ الراحل يسلم صالح زين السنيدي بعلاقات متميزة مع القيادات الإدارية والسياسية في يافع والمحافظة، ومنهم الشهيد د. ثابت عبد حسين، وحسين ناجي، ومحمد علي القيرحي، وحسين محمد حسين، وحسين عوض، وحسين قماطة، وأحمد حيدرة سعيد، وقائد علي صلاح، وقاسم عبدالله، ومحمد أحمد اليزيدي، ومحمد علي أحمد، وحسين سعيد سالم الباهزي، وسعيد همامي وأخرين.


*تكريمه والمهام الوطنية التي تولاها*

كُرم الأستاذ الراحل يسلم صالح زين السنيدي كمعلم نموذجي في عيد العلم في العام الدراسي 1982 /1983م، وحصل على ميدالية المعلم النموذجي من الرئيس علي ناصر محمد ونائبه علي عنتر.

عُرف الأستاذ المعلم يسلم صالح زين كشخصية تربوية، وسياسية مناضلة، ومعروفة لها اسهاماتها في مجالات التربية، والعمل الوطني، واصلاح ذات البين لإلمامه بالعرف القبلي أيضا.

ترأس في فترة عمله كمدير، ومدرس لجنة محو الأمية، وتعليم الكبار في مناطق حطاط وإمسدارة، كما عمل أيضاً إلى جانب عمله الرسمي مدرساً ومشرفاً، أيضاً لصفوف تعليم الكبار للنساء عصراً، والشباب الذين فاتهم سن التعليم ليلاً.

كُرم كواحد من رموز محو الأمية، وتعليم الكبار على مستوى محافظة أبين عام 1982م.

الاستاذ/ يسلم صالح زين- رحمه الله - شخصيه تربوية متميزة بحيث أفنى حياته في خدمت التعليم، وقد بداء مشواره التربوي معلم الكاتب القرآن الكريم لعدد من الطلاب، وكذلك يعتبر الأول من قام بتدريس الطلاب التعليم شبه النظامي، والتعليم الابتدائي والاساسي، معتمداً على إمكانياته وقدراته المحدودة.

وتميز كذلك بعمله الإداري بحيث شغل وظيفة الإدارة المدرسية باقتدار واستمر بهذا العمل أربعة أعوام بعد بلوغه سن التقاعد.

اشترك بعدد من الدورات التربوية والمنهاجية والإدارية.


*التقاعد والوفاة وإقامة حفل تأبين رسمي*

أُحيل الأستاذ الراحل يسلم صالح زين السنيدي الى التقاعد بعد بلوغه الأجلين عام 1996م براتب شهري قدره 34000 ريال بعد مشوار عملي، ونضالي جاد، وبعد متابعات ماراثونيه تحصل على تسوية لا تتناسب مع دوره النضالي والعملي التربوي.

توفاه الله بعد معاناة من مرض القلب والروماتيزم في نهاية شهر مارس 2018م في مستشفى الجمهورية بعدن.

أقام محافظ أبين حفل تأبين رسمي في قاعة المكتب التنفيذي، خلاله أشاد الأستاذ سالم صالح محمد بكلمة القاها نيابة عنه الأخ عبدالمجيد الصلاحي واصفاً إياه بكونه من أقدم التربويين الذين أدخلوا التعليم في يافع.

أعلن محافظ أبين في كلمته التي القاها في حفل التأبين عن قرار محافظ أبين ومصادقة وزير التربية والتعليم على إطلاق اسمه على ثانوية ومجمع سرار

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته


التحية للأستاذ/ أحمد يسلم صالح زين السنيدي الذي قام بتزويدنا ببعض المعلومات عن والده