كتب/السلطان صلاح الفضلي
يقول المؤرخون في جنوب الجزيرة العربية ان بريطانيا عندما فكرت في غزو عدن والاستيلاءعليها لاهميتها الاستراتيجية كمركز لتموين بواخرها المارة الى الهند بالوقود لم تجد عملية الغزو والاستيلاء طريقا مفروشا امامها وتصدى اول ماتصدى لمقاومه بريطانيا سلطان العبادل السلطان محسن فضل العبدلي عام 1838م وعندما اشتدت المعارك استنجد السلطان محسن بجاره السلطان احمد بن عبدالله الفضلي الملقب بالمكسر للدفاع معه عن عدن وطرد الغزاة الانجليز . وقد لبى السلطان احمد الفضلي النداء وجهز جيش بقيادة ابنه حسين بن احمد الفضلي المتوفي عام 1925م عن عمر بلغ 125 عام والذي خاض بجيشه من قبائل الفضلي المعارك مع الانجليز حول باب السلب ودرب الحريبي وقد انطلقت الخياله الفضلية واجتازت الدرب التركي امام ساحل ابين وتوغلت الى داخل المعلا والتواهي ثم انسحبت . وعادت مره ثانية الى خوض المعارك ضد الانجليز اللذين احتلو عدن عام 1839م وحينها استتب الحكم للغزاة الانجليز ..
الا ان المقاومه استمرت بعد ذلك . وفي 21يوليو 1841 م وصل الى باب السلب السلطان حسين بن احمد الفضلي ممتطيا صهوة جوادة متمنطقا بسيفة ورمحه ..وهجم على شخص يدعى احمد عبيدان ، احد اعوان الانجليز ومن اصل عبدلي ، فقتله في عهد الاحتلال البريطاني ثم عاد الى شقرة .. وترتب على العمل الذي اقدم عليه السلطان حسين بن احمد الفضلي ان ضرب الانجليز بنيران مدافع بوراجهم الحربية شقرة ..فعاد الهجوم على عدن للمرة الثالثة ثم ضربت شقرة للمرة الثانية في 21 اغسطس عام 1846م. وفي عام 1870م توفى السلطان احمد بن عبدالله الفضلي وتولى بعده ابنه الاكبر السلطان حيدرة شقيق السلطان حسين ثم شاء توقيع معاهدة عدم اعتداء مع بريطانيا مما اثار حفيظة شقيقة السلطان حسين عليه فدبر اغتياله عام 1872م ونصب احمد بن حسين خلفا لعمه حيدرة سلطانا على ال فضل . لم يرتح السلطان حسين بن احمد بعد ذلك على سير الامور حتى في عهد ابنه السلطان احمد بن حسين وبعد صراع داخلي مرير اعتصم السلطان حسين بن احمد في حصن الحرقاء وجاءت بارجة بحرية بريطانية من عدن الى ابين لضرب الحصن بقنابل مدافعها .. وكانت الخطة هي نسف الحصن من البحر ثم تطويقه برجال الجيش الفضلي والقاء القبض عليه .. وفعلا نفذت الخطة والقى القبض على السلطان حسين بن احمد ونقل على ظهر البارجة ونفى الى الهند عام 1873م. وفي عام 1888م قبل للمرة الاولى السلطان احمد بن حسين تحت ضغط بريطانيا الدخول معها في معاهدة حماية ...
وبعد التوقيع على المعاهدة اطلق سراح والده السلطان حسين بن احمد وعاد الى بلادة في نفس العام 1888م وكان حينها طاعنا في السن 88عاما . وفي عام 1909م توفى ابنه السلطان احمد بن حسين وتولى هو السلطنه بعد ابنه عن عمر تجاوز 109 عاما وكانت العلاقات مع الانجليز في عهده غير حسنه . وعندما قامت الحرب العالمية الاولى عام 1914 واحتل القائد التركي سعيد باشا لحج عام 1915م وجد للسلطان حسين بن احمد فرصة عرضت حياته للخطر من جانب الانجليز ..في ذلك الحين قدمت فرقة من الجيش التركي بقيلدة القائد التركي على جودت بك الى ابين عام 1917م حيث مكثو بها بعض الوقت ثم عادوا الى لحج في نفس العام . وبعد ان عادت الفرقة التركية الى لحج ارسل الاسطول البريطاني بقوات الى ابين وانزلت القوات البريطانية الى البر دون سابق انذار للسلطان حسين بن احمد . عندما علم السلطان حسين بن احمد بنزول القوات البريطانية اعتصم السلطان حسين بن احمد بحصن الخور في الجبال المجاورة التي تبعد عن ابين 12 ميل تقريبا ..فطوق البريطانيون قصر السلطان المعروف المسمى بحصن باشحارة ونسفوة وعادو الى قطع الاسطول بعد العملية .. في الوقت ذاته كان السلطان حسين بن احمد يؤلب قبائل ال فضل لصد المعتدين اللذين لم يمكثو سوى بضعة ساعات فقط . وبعد الحرب العالمية الاولى دفعت بريطانيا تعويضا للسلطان حسين بلغ 25 الف روبية ومدفع .
وفي عام 1925 م توفى السلطان حسين بن احمد عن عمر تجاوز 125 عام . تولى بعده حفيدة السلطان عبدالقادر بن احمد بن حسين وكان محبوبا لدى جدة الذي ولاه الحكم نائبا له في عهده وقد حكم السلطان عبدالقادر حتى عام 1927 م وقيل انه توفى مسموما . تولى بعده من عام 1927م حتى عام 1932م السلطان عبدالله بن حسين وكان السلطان عبدالله بن حسين قد نفاه الانجليز هو وشقيقة صالح الى الهند ايام وجود والدهم السلطان حسين في المنفى ثم تولى بعده السلطان صالح بن عبدالله منذ عام 1932م حتى عام 1941م وقد طورد من قبل بريطانيا الى ان تم نسف حصنه المسمى حصن الانس في شقرة ثم نفته الى الى دار السلام بشرق افريقيا وكان الخلاف بينه وبين بريطانيا مستحكما . وفي عام 1941م تولى الحكم السلطان عبدالله عثمان بن حسين حتى عام 1962م فدب الخلاف بينه وبين الانجليز ..فدبر عزله من السلطنه وحل محله السلطان احمد بن عبدالله بن حسين الفضلي وفي شهر يوليو عام 1964م عزل السلطان احمد ونصب خلفا له السلطان ناصر
بن عبدالله بن حسين الفضلي