كتب/سالم فرتوت
كما فعلنا نحن, أو الأحرى كما فعلت قيادتنا السياسية السابقة, التي حلت شعبنا الجنوبي وأحلت محله شعبا آخر!ر،احت تلوح له بالجنوب لتسلمه لحكامه دون قيد أو شرط، غير عابئة برفضه جلب احتلال آخر باسم تحقيق مااقترضت أنه وحدة يمنية, فقد خيل إليها أن حال الجنوب مع جاره الشمالي لايختلف عن حالتي كل من الالماميتين الغريبة والشرقية,والكوريتين الشمالية والجنوبية اللتين تم تشطيرهما نهاية الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥م.الجنوب كان مستقلا منذ قديم الزمان.قبل احتلال بريطانيا له عام ١٨٣٩م وقبل محاولة الامام القاسم لاحتلاله في القرن السابع عشر الميلادي , وكان لممالكه كاوسان وقتبان وحضرموت حضور قوي إلى جانب الممالك الشمالية ومعاصرا له
لقد كانت هناك اطماع في الجنوب ومحاولات لاحتلاله من قبل جاره الشمالي,افشلها الجنوب فقد جويهت بمقاومة من قبل شعبه وحكامه ,قبل الاحتلال البريطاني واثناء احتلال بريطانيا التي تولت الدفاع عنه ,لكن بريطانيا أبت، بعد احتلال دام أكثر من قرن وربع القرن، إلا أن تسلمه لقوى لم تكن أمينة عليه,سرعان مافرطت في استقلاله! بعد أن عبثت به ٢٣عاما لم تخل من صراعات مفتعلة من قبل تيار الحماقات الناريخية الذي وصف نفسه أنه تيار يساري تقدمي لم يدع البلاد تستقر منذ أن ظهر على ساحتها السياسية ,مع نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن العشرين,حتى قضى على نفسه,وأوصل البلد إلى طريق مسدود! بحجة الحفاظ على نهج البقرة أو إن شئت الثورة! في الوقت الذي كان يلوح فيه باستعداده لتسليم البلاد إلى جارها الشمالي كائنا من كان حاكمه ،شيخ قبلي, كعبدالله بن حسين الاحمر أو رئيس مغرق في رجعيته كعبدالرحمن الارباني أو رئيس فاسد كعفاش!
كما كان سيفعل سالمين عام ١٩٧٣م أو عبدالفتاح اسماعيل عام ١٩٨٠م,االذين لم تتهيأ لهما الظروف ,لجلب الاحتلال العسكري ثم الاستيطاني للجنوب بقدر مانهيأت للبيض,عام ١٩٩٠م الذي لم يدع عام يمضي على اتفاقيته مع المحتلين اليميين بل اختصر مدة الاتفاقية إلى نصف عام,خشية مؤامرات الأعداء,وماهي إلا سنتان وإذا به يتذمر ويهذي,ويستجدي من وصفهم بالاعداء ليقفوا إلى جانبه,ولقد ظن انه يستطيع أن يستعيد الوطن بنقس السهولة التي فرط به فيها.
لقد حسب أن الطرف الآخر ما كان مستعدا لاحتمالات وسيناريوهات قد يقدم عليها,فهو شخص يخوض في بحر السياسة بقارب بدائي مهترىء عفا عليه الزمن, أو الاحرى بدون طوق نجاة!
ظن البيض أن الطامعين اليمانية في الجنوب سيفرطون في البلد الذي استعصى عليهم,سيفرطون في الكتز الذي لم بعرف هو وحزبه قدره,ففرط فيه بدون قيد أو شرط وها أن شعبه اليوم يضحي من أجل استقلال آخر,دافعا ثمن خطايا وخيانات اقترفتها قوى ونظام لم يكونوا امناء على بلد تكالبت وتتكالب عليه المؤامرات من كل حدب وصوب بعد أن تلقى طعنات من بعض ابنائه ومازال.كهذا الذي يرفع شعارات انعزالية,لاتختلف في خطورتها عن الشعارات الوحدوية التي ضحت بوطن قائم بذاته,تلك كان دافعها حسن النيات أم الاخيرة فيقدم عليها اصحابها للحفاظ على نتيجة الأولى التي مكنت الاحتلال اليمني من السيطرة على الجنوب باسم الوحدة اليمنية التي ينبغي الحفاظ عليها ولو بأقذر الوسائل.