كتب/زين الشيبه
من ذاكرة التاريخ للمناضل الراحل عننا الحاضر فينا الأستاذ بدر شيخ حسين عبدالله العمري من مواليد ١٩٤٤م
م سرار م أبين نشأ وتعلم بكنف والده شيخ بن حسين عبدالله التحق المغفور له بالمعلامة وختم القرآن الكريم على يد المعلم الحاج شيخ احمد الحجاشي رحمة الله تغشاه ضمن زملاء الطفولة وهم كثر ونتذكر منهم حسين شيخ أحمد قاسم الحجاشي وعدداً من شباب جيله ومن مختلف قرى سرار .
تزوج المرحوم بدر وعمره في العشرين وتحديداً عام 1963م ونظراً للوضع المعيشي وإنعدام الأعمال قرر بدر السفر في مطلع عام ١٩٦٥م مع عدداً من الشباب متوجهين إلى حضرموت ثم المملكة العربية السعودية متجاوزين الربع الخالي وسط المخاطر وصولاً إلى السعودية ومنها تم مواصلة الرحلة حتى توصلوا إلى دولة قطر وكل هذه الرحلات كانت تتم براَ وكم هي المخاطر والمعاناة الذي كان يواجهها المسافرون بحثاً عن لقمة العيش و
بحث بدر وبشغف لعله يجد فرصة عمل ولكن لم يحالفه النجاح بالحصول على فرصة للإلتحاق بالخدمة العسكرية ولكنه
كان صاحب أمل وعمل جاهداً في البحث عن عمل لكي يعيش وقرر أن يشترية دكان صغير عمل فيه لمدة عامين متتالية ولم يحالفه النصيب وقرر السفر والعودة إلى أرض الوطن في عام ١٩٦٧م وكان الوطن في ذلك الوقت يشتعل بنيران الثوار قبيل الإستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٦٧م وكانت العودة يرافقها الأمل كذلك حيث عمل مع اخوانه وبنا محلاَ وعملوا فيه عمل تجاري في المنطقة وأشتروا طاحون لطحن الحبوب مكافحين من أجل يوفروا لقمة العيش وأستمر في ذلك العمل .
التحق المغفور له بدر بن شيخ بوقت مبكر وبعد الإستقلال الوطني مباشرة في العمل السياسي والجماهيري وكان من المشاعل المضيئة في المنطقة مع عدداً من الشباب حيث قاموا بتأسيس أول نادي ثقافي إجتماعي رياضي سياسي في منطقة سرار باسم نادي شباب البناء الثقافي الإجتماعي الرياضي وذلك في 19يناير عام 1968م وكان بدر أول من تم تكليفه وشغل رئيساً لهذا النادي والاخ المناضل محمد شيخ أحمد قاسم الحجاشي حفظه الله نائباً له حين كان في عز شبابه والذي كان يتقد نشاطاً وحيوية أسأل الله أن يمد في عمره ويمتعه بالصحة والعافية وتم تكليف المرحوم علي صالح السعيدي مسؤولاً للعلاقات الخارجية رحمة الله تغشاه وجبران شيخ مسؤولاً مالياً رحمة الله عليه وآخرين لم تسعفنا الذاكره بذكر أسمائهم دعواتنا لهم بالرحمة والمغفره لمن
رحلوا عننا وأمد الله بعمر من لم يرحلوا عننا
وكان من أهم أهداف النادي تعليم الشباب ومحو الأمية وتشجيع الشباب للدراسة المسائية لصفوف المتابعة وما بعد التحرر من الأمية وصادف ذلك مع زخم توافد المعلمين إلى سرار الذي كان لايوجد فيها غير اثنان معلمين في مدرسة امقيصره وفي إطار نشاط النادي وهيئته الإدارية وانتشار العمل التثقيفي بين الناس بدأ التفكير لإنشاء أول مشروع لمياه الشرب في المنطقة وتم تكليف وفد من سرار بالنزول الى عدن والجلوس مع هيئة مؤسسة المياه وطلبوا نزول فريق هندسي لعمل دراسة ومعرفة مخزون المياه ثم تم تشكيل لجنة للمشروع وكان المرحوم بدر بن شيخ أحد اعضائها.
التحق بدر في أول خلية قيادية للجبهة القوميه في عام ١٩٦٨م وكان رئيساً لهذه الخلية القيادية من خلال عمله نسج علاقات واسعة داخل المنطقة وخارجها حيث ارتبط بعلاقات مع الشهيد حسين قماطه والشهيد سليمان سعيد الصلاحي والشهيد علي محمد صلاح والفقيدمحمد علي القيرحي وآخرين وفي عام 1970م عمل بدر مع رفاق دربه بالعمل الجماهيري وأسهم في المبادرات الجماهيرية وبناء المدارس وشق الطرقات التي كانت غير متوفرة في يافع بصورة عامة .
التحق بدر بدورة حزبية مدتها عام أي في الأعوام الدراسية ٨١م و٨٢ م تخرج منها بدرجة جيد جداً وتوظف بدر وشغل مدير بلدية سرار وعمل فيها عام تقريباً ثم تم نقله إلى رصد موظفاً إدارياَ في مكتب أمن الدولة وعضواً في لجنة المركز للتنظيم السياسي الجبهة القومية والتنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية وكذلك الحزب الإشتراكي اليمني وعند تأسيس منظمة لجان الدفاع الشعبي تم تعيينه رئيساً لمنظمة لجان الدفاع الشعبي وعمل مع آخرين في تقسيم الأحياء والوحدات السكنية على مستوى مركز رصد الذي كان يضم رصد وسرار وسباح واستمر حتى على ذلك حتى منتصف عام 1986م وبعد ذلك تم تعديل التقسيم الإداري واعتمد سرار مركز ضمن مديرية رصد وبعد التعديل تم اختياره سكرتير أول منظمة الحزب سرار.
واستمر لدورتين انتخابيتان وكان عضواً قيادياً نشيطاً في لجنة منظمة الحزب مديرية رصد وعضواً في منظمة الحزب محافظه أبين وعضواً في لجنة المحافظة للجان الدفاع الشعبي وشارك في تأسيس السلطة المحلية في م سرار ورصد وساهم في الدفاع عن الإستقلال الوطني الذي كان يتعرض للتهديد وأعمال المرتزقة وفي كل المراحل وكان مساهماَ سياسياً وميدانياَ بالحفاظ على الأمن والإستقرار.
أستمر المرحوم بدر بالعمل السياسي والجماهيري حتى عام 1992م ثم توقف عنه وبقي في منزله لظروف سياسية وفي فترة كانت عصيبة على الوطن وخاصة بعد قيام الوحدة عام 1990م وبقي في منزله في منطقة الحصن م خنفر بعد أن بنا منزله المتواضع هناك وعاش مستقراً فيه بعد إحالته للتقاعد مبكراً بعد حرب 1994م.
تعرض المرحوم لجلطات دماغية متعاقبة أصيب على إثرها لشلل نصفي اقعده على فراش المرض وبقي على فراشه لفترة طويلة حتى توفاه الأجل قبل ست سنوات.. عاش بدر بن شيخ عفيفاَ شريفاً متواضعاً صادقاً أمينا والنزاهه عنوانه وحب الوطن والناس وخدمة الوطن المواطن خياره نسأل الله أن يجمعنا وأياه في جنات النعيم ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .
لقد حاولنا قدر الإمكان ننشر هذه السيرة القصيرة والمتواضعة حباَ وإجلالاَ لروح المغفور له باذن الله تعالى بدر بن شيخ حسين العمري وهذه السيرة القصيرة العطرة وفق المعلومات المتوفرة لدينا