مذكرات توثيقية تاريخيةيرويها /الأستاذمنصور العطوي حفظه الله
يكتبها/ الأستاذ زين الشيبه حفظه الله
وبمجرد دخول الجنود رفع الطلاب أغطية الطاولات دفعة واحدة في شعبتنا وتم تطبيق ذلك للتنبيه في بقيةالشعب بأننا محاصرين فتدافع الطلاب للخروج ورمي الجنود بالحجارة والغاء الاسرة من الطوابق العليا على رؤوس الجنود. ليتم استدعاء المزيد من التعزيز بالجنود وتم السيطرة على الطلاب جميعاً الذي كان عددهم (92) طالب من مختلف المستويات وبعد ذلك تم نقل جميع الطلاب في سيارة عسكرية بيدفورد مشبكة مخصص لنقل مخالفي الإقامة في عدن وبالذات أبناء الشمال.
قال منصور واتذكر أنهم نقلونا بتلك السيارات الى معسكر شامبيون لاين ووقف الجميع في ميدان الاستعراض وحولهم أسلاك شائكة تحت أشعة الشمس وهذا الموقف دفع الضباط العرب بتوفيرالغذاء والفواكه ومياه الشرب تضامناً معنا وأتذكر من هولاء الضابط الدحيمي من أبناء دثينه وفي مغرب ذلك اليوم انتدب العقيد فضل عبدالله العولقي ثلاثة من الطلاب لمقابلة وكيل وزارة الداخلية
والطلاب هم:
1- محمد علي الكادح
2- حسن علي عليوه
3- منصور محمد العطوي
ونقلنا الملازم الشيخ صالح بن فريد العولقي في سيارة العقيد فضل عبدالله قائد معسكر شامبيون لاين وفعلاً وصلنا إلى مدينة الإتحاد (الشعب) وقابلنا وكيل وزارة الداخلية المستر آلس وتم الحديث معه بالانجليزية وبعد الحوار معه لم نتفق ومما قاله لنا أنتم طلبه وليس لكم دخل بالسياسية
وإدارة الطلبة لها الحق إتخاذ ماتراه المناسب ومن يعتقد انه متظلماَ يقدم شكواه لوزير المعارف ثم عدنا لمعسكر شامبيون لاين مع الملازم صالح بن فريد العولقي وافترشنا الأرض والتحفنا السماء
حتى صباح اليوم التالي ثم أحضروا سيارة مشبكة ونقلونا من المعسكر الى ساحل أبين وفي العلم توقفت السيارات واحضرت الشرطة مراقب الداخلية
سعيد صالح الجذع مع كشف يوضح أسماء الطلاب وعناوينهم حسب ولاياتهم وأتذكر انهم اجبروا سعيد الجذع على تعريفهم
بالطالب عند قراءته بأسمه ومنطقته ولكن المراقب سعيد لم يعمل ما امروه بِه بالرغم من الضغوط عليه وتهديده بالسجن وأمام هذا القهر ذرف سعيد دموعه على ان لا يبيح اويعرفهم بأحد مننا.
هذا الموقف اقشعرت له ابداننا وتعاطفنا مع المراقب سعيد وهو بالمناسبة من صدر با رأس مابين عتق والصعيد فقررنا نحن الطلاب فرز انفسنا تضامناً مع الجذع وحتى لا يتعرض للسوء وصعدت كل مجموعة حسب مناطقهم إلى الشاحنات التي نقلتهم تحت حراسة مشددة كلاً إلى ولايته كل هذا جرى عام 1964م مما جعل الدراسة تتوقف لمدة شهر في الكلية ومما أريد قوله وكرد فعل من جانبنا اتفقنا على التحريض لقيام المظاهرات في مناطق سكننا وفعلاً شهدت الولايات إضرابات عامة تضامناً مع طلاب كلية الإتحاد وفي جعار كنا نحن علوي ناصر العفيفي وفيصل يحيى ومنصور العطوي نجتمع في مزرعة بالقرب من جعار مع مجموعة من الطلاب واحدى الطالبات واسمها نور عبدالله سيلان لتحريضهم على الإضرابات في مدارس جعار تضامناً مع طلاب كلية الإتحاد وهكذا تم في كل ولاية ومما يتذكره الناس هنا ان الشهيد العريقي في جعار وعيشه كرامه في زنجبار سقطوا في الاحتجاجات الطلابية وأتذكر أن دورية إنجليزية قد حضرت إلى جعار مكونه من 6 جنود إنجليز الى امام شرطة جعار وفي هذه الأثناء قامت مظاهرة كبيرة عند وجود الانجليز وتم مبادلة لاطلاق النار وسط المدينة وتم رمي قنبلة يدوية وعلى إثر ذلك أستشهد العريقي
وفي عام 1964م
وفي ميدان مدينة الشعب الذي شهد احتفالاً بعيد الإتحاد شهد هذا الإحتفال عدد كبير من المواطنين والقادة والجنود الإنجليز مع حكومة الإتحاد ووالي مستعمرة عدن والمعتمد البريطاني للمحميات وعدد من القادة الانجليز والعرب وتكفل مقصفنا في الكلية ببيع المشروبات الغازية على الجمهور ومما أتذكره انني زرت مصنع بيبسي كولا وكندا دراي وكوكاكولا وحصلنا منهم على دعم 200 صندوق شراب مجاناً مع براميل الثلج وقمنا بتوزيعها على جمهور الحاضرين وبحكم انني رئيس مقصف الكلية.. وبهذه المناسبة اترحم على ارواح الزملاء الذين توفاهم الأجل نتيجة الصراعات السياسية التي اوصلتنا إلى الاستعمار الاخوي الأبشع الذي يعد أبشع استعمار في العصر الحديث وتحياتي لمن هم على قيد الحياة من الزملاء الأعزاء الذين فرق بيننا الزمن ولم نلتقي منذ 50 عاماً ونهني ونبارك للذين جدوا في تحصيلهم العلمي ويقدموا اليوم خدماتهم الجليلة لشعبهم امثال دكتور علي علوي والدكتور احمد عبدالله كرامه.
والدكتور /صالح منصور العولقي وغيرهم في المجالات العلمية المختلفة وحياة اسرهم المستقره بعيداً عن السجون او النزوح إلى خارج الوطن .
يتبع ..
زين احمد ناصر الشيبه