شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين
بقلم/الأستاذ صالح شيخ سالم
الأستاذ حسين محمد حسين اليزيدي من مواليد 1946م شعب العرب – رصد –أبين
المؤهل الدراسي: دبلوم في التربية (قسم الاجتماعيات)
نشأ وترعرع في شعب العرب وتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم بالمعلامة وبعد فترة من تخرجه من المعلامة سافر إلى دولة قطر هو ومجموعة من زملائه ومنهم: عبد صالح عبد السعدي، وناصر محمد ناصر(الشريعة)، وزيد قاسم (المحرمي)، وفي دولة قطر إلى جانب عمله واصل دراسته حتى أكمل التعليم الإعدادي للمعهد الديني في العام الدراسي 1967/1966م.
تأثر حسين محمد حسين وزملاءه بثورة 14 أكتوبر عام 1963م التي قامت لتحرير الجنوب المحتل من براثن الاستعمار البريطاني، والتحق بالتنظيم السياسي للجبهة القومية بالخارج عام 1964م وبداء نشاطه السياسي، وعندما استشعرت السلطات القطرية ذلك الحماس تم اعتقاله عام 1967م مع عدد من زملائه وقررت السلطة في قطر أبعادهم، وأجبروه على العودة الى عدن .
عاد حسين محمد وزملائه والتحقوا بالعمل الثوري، والنشاط السياسي، وكان أول عمل للزميلين حسين محمد حسين، وعبد صالح السعدي، قبيل الاستقلال هو قيامهما بتجميع عدد من الأطفال في منطقة جبل اليزيدي لغرض تدريسهم تحت الأشجار.
وبعد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م التحق بالحرس الشعبي وتم تعيينه المسؤول السياسي وأثناء وجوده في القارة استقل الفرصة وربما تم تكليفه على أساس أن يقوم بتأسيس أول مدرسة للتعليم شبه النظامي في منطقة القارة لذلك تم تجميع عدد من الطلاب لهذا الغرض، وبأعمار متفاوتة مطلع عام 1968م في إحدى بيوت أهل بن عفيف وهي عبارة عن بيوت قديمة مهجورة تم بسط على أرضيتها مشمع واحضار طبول أتناك حق غاز فارغه ووضع عليها فردات أبواب خشبيه على شكل مقاعد جماعية، إضافة إلى توفير الواح خشبية تم طلائها باللون الاسود لاستخدامها سبورات، وبعد الفرز تم تحديد أولئك الطلاب على مستويين: -
المستوى الأول الصف الأول ابتدائي وهم الملتحقون بالمدرسة ولأول مرة (صغار السن)، وكنت أنا واحداً منهم رقم صغر سني الذي لا يتجاوز الست سنوات.
المستوى الثاني (الصف الثاني) وهم ممن سبق وأن تعلموا بالكتاب(المعلامة) ومن ضمنهم الأستاذ أحمد عوض علي مدير التربية رصد السابق.
لازلت اتذكر تلك الهامة التربوية المتميزة بزيها الأنيق المختلف عن الزي المعتاد عند الأهالي سابقاً..
تلك الشخصية التربوية التي لم تحمل العصاء للطلاب قط.. يعتبر حسين محمد حسين رائداً من رواد التربية والتعليم، وعلم من أعلامها الأوائل حيث كانت له البصمات الأولى في تأسيس مداميك مدرستنا خاصة، والتربية والتعليم بالمنطقة عامة.
وقد بذل كلما في وسعه في تعليم الطلاب، وتفعيل الأنشطة المختلفة مثل المسابقات الفكرية والرياضية.
وأسهم بشكل فعال في تأسيس الأندية الثقافية برفقة زميله سليمان سعيد الصلاحي، وأبرز هذه الأندية نادي شباب 7 يناير الذي تم تأسيسه في منطقة القارة.
يعتبر حسين محمد من أبرز المؤسسين للمسرح المدرسي في القارة على الرغم من عدم توفر الإمكانيات وقساوة الظروف هذا المسرح والذي كان يمثل جزء من النشاط اللاصفي للتلاميذ استطاع اكتشاف الكثير من إبداعات ومواهب هؤلاء التلاميذ، حيث كان يشرف مباشرة على أنشطة التلاميذ ويربط بين تحصيلهم الدراسي وعملهم الدرامي بهدف تثبيت المعلومات.
عمل على تفعيل النشاط الرياضي المدرسي المتنوع، وفعل الأنشطة الفكرية من خلال المسابقات.
وأحب الطلاب وأحبوه حتى أنه ذات مرة وحسب ما أتذكر إنه استضاف عدداً من الطلاب الكبار من طلاب المدرسة للذهاب إلى شعب العرب للمشاركة في عرس وذلك عام 1969/1968م وتم استثناء الطلاب الصغار، وذلك لعدم قدرتهم على المشي سيراً على الأقدام هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى اعتراض الأهالي، وليس الهدف من المشاركة بتلك الرحلة مجرد حضور ذلك العرس فقط ومشاركة أفراحه بل استثمر وجود طلاب مدرسة القارة في منطقته واستضاف الطلاب بزيهم المدرسي، وبادر في تفعيل أنشطة رياضية ومسابقات فكرية، وذلك لتحفيز أبناء منطقته والمناطق المجاورة بهدف دفع الأبناء للالتحاق بالدراسة.
عندما توسعت مهامه الحزبية على مستوى المديرية الغربية لبعوس حاول استقطاب مدرسين من خارج المنطقة ليقوموا بالتدريس بديلاً عنه، ومن هؤلاء المعلمين كان الأستاذ عبدالله أحمد الحشاش من المعلا محافظة عدن وحل محله مدرساً في القارة، وكذلك معلمون من أبين.
بعدها انتقل إلى لبعوس عاصمة المديرية الغربية ليجمع بين العمل التربوي والسياسي، فأسندت إليه مهمة مشرف تعليمي المديرية الغربية عام 1969م إلى جانب مهامه السياسية.
وبعدها انتقل إلى المحافظة الأولى عدن ليكمل تعليمه الثانوي، إضافة إلى الأعمال الأخرى التي كان مكلف بها، وتحصل على دورات تأهيلة في الخارج مطلع السبعينات عاد بعدها ليشغل أكثر من منصب. في المحافظة الثالثة أبين ومنها: -
• سكرتير الدائرة الأيديولوجية في المحافظة.
• مدير فرع معهد باذيب الحربية.
• عضو المكتب التنفيذي في المحافظة.
وخلال تلك المهام استطاع أن يواصل دراسته الجامعية بكلية التربية زنجبار مساق الدبلوم (قسم الاجتماعيات) في العام الدراسي1982/1981م وتحصل على المركز الأول في القسم، وكان له طموح بإعادة وضعه كمعلم في السلك التربوي والتعليمي بعد حصوله على المؤهل الجامعي إلا أن طلبه هذا قوبل بالرفض، من قبل إدارة التربية بالمحافظة، ومن حسن الحظ إنني كنت متواجداً حينها في مكتب التربية بذلك اليوم، بعد ذلك تم تعيبنه مديراً عاماً للثقافة في محافظة أبين، وشغل هذا المنصب حتى مسته يد الغدر واستشهد في عام 1986م.
الشهيد حسين محمد حسين تربوي، ومناضل جسور، وصلب شجاع لا يعرف الاستسلام، والخضوع، وكان صريحاً لا يعرف المساومة.. مخلص في عمله متزن، وهادئ.. يحظى بتقدير واحترام كل من عرفه..
كان شاعراً وكاتباً له العديد من القصائد أشهرها طريق القافلة وله العديد من المؤلفات والكتابات الأخرى.
تحصل على العديد من الأوسمة والميداليات والشهائد التقديرية.
متزوج من تربوية خريجة كلية التربية عدن، وأب لأربعة أبناء عدنان، وعدلي، واثنتان من البنات.
جميع أولاده ذكوراً وإناثاً يحملوا مؤهلات تخصصية جامعية.
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته
تحيه لأخوة الذي وافانا بالمعلومات والوثائق.