آخر تحديث :الأربعاء-22 يناير 2025-10:42م
ثقافة وفن


بلادي حرة (قصيدة )

بلادي حرة (قصيدة )
الأحد - 01 ديسمبر 2024 - 02:47 ص بتوقيت عدن
- أبين تايم/ ثقافة وفن

بمناسبة عيد الاستقلال ٣٠ نوفمبر١٩٦٧م

قال الشاعر الكبير / لطفي جعفر امان

قصيدة ( بلادي حرة .. )


على أرضنا .. بعد طول الكفاح..

تجلى الصباح .. لأول مرة

وطار الفضاء طليقاً رحيباً

بأجنحة النور ينساب ثره

وقبّلت الشمسُ سمرَ الجباه

وقد عقدوا النصرَ من بعد ثوره

وغنى لنا مهرجانُ الزمان

بأعياد وحدتنا المستقرة

وأقبل يزهو ربيعُ الخلود

وموكبُ ثورتنا الضخمُ إثره

تزّين إكليله ألفُ زهره

وينشر من دمنا الحر عطرَه

ويرسم فوق اللواء الخفوق

حروفاً تضيءُ.. لأول مره

بلادي حره..

تحرر شعبي.. ففي كل بيتٍ

ترفُ نجومٌ ويورقُ بدر

وفوق شواطئنا الراقصات

مع النور .. فاض من الخلد فجرُ

وضم مراعينا والحقولَ

جناحٌ غمير العبير أغرُّ

وحتى الشياهُ تكادُ تطيرُ

وتشدو بحريةٍ .. لا تقرُ

وحتى الصحاري كأن الربيعَ

حواها وزينها فهي خضرُ

فضائي حرٌ.. وطيري حرُ

وقلبي حرٌ .. وطيري حرُ

وقلبي حرٌ.. وشعبي حرُ

أجلْ .. قد صحونا .. لأولِ مرة

لنحيا الحياةَ ، لأول مره

بلادي حره

تنفستُ .. اسحبُ كل دمي

كأني أشقُ من الصخر نهرا

كأني من قبلُ ما كنتُ شيئاً

ولا عشتُ عمراً.. ولا قلتُ شعرا

بلادي.. ضفائرها الألقاتُ

توزعُ فوق المرابعِ فجرا

بأسنى الزنابق تنضحُ عطرا

وأطفالنا أغنياتٌ تخفُ

إلى غدها .. وهو يفترُ بشرا

لقد أنجب الدهرُ أعياده

بثورتنا .. فتنفستُ حرا

كأني أعيشُ لأول مره

فتهتفُ روحي.. لأول مره

بلادي حره

لك المجدُ “ردفان” كم ثائرٍ

قذفتَ به لهباً يهدرُ

يطيرُ على صهوات المنايا

وينتزعُ النصرَ.. لا يقهرُ

فأين القلاعُ مدويةَ

تصولُ.. وتردي وتستهترُ؟

وأين العروشُ مفخمةٌ؟

وأين من الشعب مستعمرُ؟

جحافلُهُ بل شياطينهُ

كما قيل- حمرُ- ألا فاسخروا

لقد هبّ ردفانُ في وحي امانلدها عيدنا الأكبرُ

وينشرها فوق كل الجنوب

ضياءً سخياً.. لأول مره

بلادي حره..