كتب/خالد البديلي
من رجال القضاء وأحد مؤسسي الادعاء العام في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إنه محمد حسين علي عطوي المولود في منطقة حصن عطية عام 1948م ومن أبرز ما يميز(حصن عطية) هو أن معظم أهل هذه المنطقة يعملون في زراعة وحراثة الأرض والاهتمام بها منذ قديم الزمان نظرًا لخصوبة تربة أراضيها الزراعية الواقعة على ضفاف وادي بنا المشهور بكثرة نزول السيول منه صيفًا وشتاءً، إن اهتمام أهل الدلتا عامةً بزراعة الأرض لم يمنعهم من الاهتمام بالتعليم بل كانوا حريصين على تعليم أبنائهم وتشجيعهم على مواصلة التعليم داخل الوطن وخارجه رغم أن الآباء كانوا أميين في ذلك الزمان ومن بين أولئك الآباء : الحاج/ حسين علي عاطف عطوي والحاج/ كرف بن قاسم حيدرة العطوي والحاج/ محمد عبيد الجعدي رحمهم الله جميعًا وجزاهم خير الجزاء .
تلقى محمد حسين علي تعليمه الابتدائي في مدينة الحصن حاضرة سلطنة يافع بني قاصد وأتم فيها المرحلة الابتدائية عام 1960م من القرن المنصرم وفي مدينة جعار أكمل دراسة المرحلة المتوسطة في شهر يوليو من عام 1964م وكان من أبرز زملائه في المرحلة الابتدائية والمتوسطة : السفير محمد عبد الغفور محمد بن عتيق، الشيخ/ سالم محمد سالم السعدي أحد كبار التجار في مدينة عدن، الأستاذ / عبد الله كرف قاسم، الأستاذ / باقري أحمد قاسم، الأستاذ/ صالح خميس يسلم، الرياضي القدير / محمود محسن علي وادي، الأستاذ/ المدعي غالب العفيفي، مراد مهدي العولقي، فضل سلمان ، الأستاذ أحمد محمد سعيد ( الجرذي )، وآخرين.
وبعد شهر واحد من نهاية المرحلة المتوسطة سافر إلى جمهورية مصر العربية لغرض الدراسة بمعية عدد من أبناء المنطقة وهم : عبد الله كرف قاسم، لطف محمد عبيد الجعدي، فضل أمذيب الحوشبي على نفقة أبائهم ومنهم من سافر على حساب السلطنة، فأكمل الثانوية العامة في مدينة القاهرة عام 1967م . ومنها قدّم أوراقه إلى مكتب جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل الذي كان يهتم بتعليم أبناء اليمن وبُعث عن طريق هذا المكتب لدراسة القانون في الاتحاد السوفيتي وكانت رحلته بحرًا من مدينة الاسكندرية واستمرت أسبوعًا حتى وصلت بهم السفينة إلى موسكو التي استقر فيها ودرس القانون في إحدى جامعاتها التي تحصل منها على شهادة الماجستير عام 1973م .
درس معه في موسكو القاضي يوسف عبد الغني رحمة الله عليه والقاضي شكيب حرسي طيّب الله ثراه والقاضي علي ناصر سالم با بريك الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى، وكان عدد الدارسين في تلك الفترة من اليمنيين بالاتحاد السوفيتي قليل جدًا لا بتجاوز ( 60 ) طالبًا من الشمال والجنوب ولكن بعد الاستقلال الوطني بُعث الكثير من الطلاب للدراسة على حساب الدولة في مختلف التخصصات الدراسية.
بعد تخرجه من الجامعة في موسكو عاد إلى أرض الوطن وتوظف فور عودته في وزراة العدل بمكتب المدعي العام للجمهورية وتدرج في عمله حتى أصبح أحد ممثلي المدعي العام للجمهورية عندما كان يشغل هذا المنصب آنذاك رجل القانون المخضرم خالد عمر عبد الله باجنيد. ومنذ منتصف السبعينيات استقر في مدينة عدن وتزوج فيها، وفي عدن أُطلق عليه لقب ( الوعرة ) وقد طغى لقبه على اسمه واشتهر به، واندمج في المجتمع العدني حتى صار واحدًا من أفراده حيث استطاع أن ينسج أطيب العلاقات الاجتماعية مع رفاقه في سلك القضاء ومع العديد من الشخصيات الاجتماعية البارزة في مدينة عدن . وبعد إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م كان من ضمن أفراد السلطة القضائية التي انتقلت من مكتب المدعي العام للجمهورية بعدن إلى ديوان النيابة العامة في صنعاء، ولم يحظَ بأيّة ترقية منذ بداية التسعينيات وهو حال يتشارك معه فيه الكثير من الموظفين الحكوميين في بلادنا غير المحسوبين على السلطة أو القوى المتنفذة في البلاد، وظل طيلة الفترة الماضية محام عام حتى عام 2012م رُقي بقرار جمهوري إلى محام عام أول.
عاد إلى عدن ضمن مجموعة كبيرة من الكوادر الجنوبية التي عادت إلىها بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في 21/ 9 / 2014 م ، ولا يزال إلى يومنا هذا يمارس عمله كمحام عام أول في مكتب النائب العام بعدن .
خالد البديلي
ابن أخت صاحب هذه السيرة( خالي)