هامة تربوية وطنية، تمتع بقوة الشخصية والثقة بالنفس، تميز بقدرات إدارية وقيادية ناجحة وفاعلة وهذا ما كان ملموس من خلال إدارته لجهاز محو الأمية وتعليم الكبار في محافظة أبين منذ بداية الثمانينيات وحتى بداية الألفينيات، برع في مجال عمله على الصعيد المحلي والعربي حتى صار خبيراً إقليماً في مكافحة محو الأمية ..
ولد في قرية المَجْزَع إحدى قرى جبل موفجة في مديرية سرار بيافع، متزوج ولديه (٧) أبناء بين ذكور وإناث . في بداية الخمسينيات أنتقل مع إخوته للعيش في كنف أبيهم بمنطقة حصن عطية في يافع الساحل وكان أبوه من أبرز الشخصيات القبلية في هذه المنطقة، ويحظى باحترام وتقدير كل أهاليها من خلال قيامه بحل كثير من النزاعات التي كانت تحدث بين بعض القبائل بين الحين والآخر.
تلقى تعليمه الابتدائي في منطقة الحصن منتصف الخمسينيات وفي مدينة جعار أكمل المرحلة المتوسطة في منتصف الستينيات ثم التحق في ثانوية الاتحاد بمدينة الشعب في عدن وتخرج منها عام ١٩٧١م وكان طالباً ذكياً ومتميزا وقد رشح لدراسة الطب لكن لظروف أسرية قاهرة لم يتمكن من مواصلة دراسته الجامعية حيث اعتقل والده من قبل السلطة الحاكمة آنذاك وأودع في سجن المنصورة المركزي بدعوى أنه كان من كبار الإقطاع وحل محل أبيه في تحمل مسئولية الأسرة ورعايتها . حيث عمل مباشرة بعد تخرجه من الثانوية العامة في الحقل التربوي معلماً لمادة العلوم في اعدادية الحصن ثم مديراً لها وفي منتصف السبعينيات انتقل إلى جهاز محو الأمية وتعليم الكبار إلى جانب السياسي النشيط الأستاذ أحمد إبراهيم الذي كان مديراً للجهاز في ذلك الوقت،. وقد بذل جهود كبيرة ومتميزة على صعيد العمل الإداري والميداني أثمرت في تحسين العمل في هذا المرفق الحكومي الخاص بتعليم الكبار وساعدت على انخفاض نسبة الأمية في المحافظة إلى مستوى أدنى وحظي بثقة السلطة المحلية ودائماً ما كان يشيد محافظ المحافظة آنذاك محمد علي باشماخ في اجتماعاته مع مدراء فروع الوزارات بالمحافظة بقدراته الإبداعية من حيث مستوى الإنجاز وتفعيل فرق العمل الميدانية في عموم المدن والقرى الريفية النائية في محافظة أبين، كما حظي بإعجاب رئاسة الجهاز العام لمحو الأمية لخبراته العملية والإدارية ومهاراته الإبداعية في مجال عمله من حيث إعداد الخطط والتقارير وتنظيم العمل والنتائج المحققة على أرض الواقع التي تدهش فريقهم الفني عند نزوله الميداني إلى المحافظة..
له كتاب عن محو الأمية صدر عام ١٩٨٥م بمناسبة الحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية في اليمن الجنوبي وشارك بأوراق عمل قيمة في العديد من المؤتمرات العربية السنوية وورش العمل في مجال محو الأمية في مصر وتونس والسودان وصنعاء وغيرها من الدول العربية ومن خلال ذلك منح لقب ( خبير إقليمي ) في مجال محو الأمية.
ورغم ضيق وقته وكثرة انشغالاته إلا أنه حرص على تربية أولاده تربية سليمة وشجعهم على التعليم، فمن أولاده المحام ماهر شيخ والدكتور محمود شيخ أخصائي القلب والأوعية الدموية والدكتور محمد شيخ أخصائي أمراض الفم والوجه والفكين.
ولا ننسى أن نشير إلى أنه كان شخصية اجتماعية بارزة، متواضعة ومرحه كما يتميز بأسلوب شيق في حديثه مع أصدقائه وزملائه وجيرانه وهذا ما لا حظناه من خلال جلوسنا معه بحكم القرابة، وفي منتصف الألفينيات عانى من الأمراض المستعصية التي أدت إلى وفاته في عام ٢٠٠٩م ولا زالت ذكرياته باقية في إدارة جهاز محو الأمية، نسأل الله أن يرحمه ويتجاوز عنه ويسكنه فسيح جناته ..
كتب /خالد البديلي
27اغسطس 2023م