آخر تحديث :الأربعاء-22 يناير 2025-10:48م
عربي ودولي


اتفاق حماس وإسرائيل: هدنة هشة على شفا الانهيار وسط غموض التفاصيل وتصاعد التوترات

اتفاق حماس وإسرائيل: هدنة هشة على شفا الانهيار وسط غموض التفاصيل وتصاعد التوترات
الإثنين - 20 يناير 2025 - 09:04 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ وكالات

ذكر موقع “فرانس إنفو” أن الاتفاق بين حركة “حماس” وإسرائيل يواجه خطر الانهيار بسبب غموض تفاصيله وآلية تنفيذه، التي تنقسم إلى ثلاث مراحل غير واضحة، مما يزيد من تعقيد الوضع في ظل التوترات السياسية والعسكرية القائمة، خصوصاً مع ضعف التحالف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو.


الاتفاق، الذي من المفترض أن يبدأ بمرحلة أولى تمتد لستة أسابيع، يفتقر إلى الوضوح بشأن التفاصيل التنفيذية. ووفقاً لبيير رازو، المدير الأكاديمي لمؤسسة الدراسات الاستراتيجية المتوسطية (FMES)، فإن هذه المرحلة تكتنفها صعوبات عديدة، بينما أكدت قطر، الوسيط الرئيسي في المفاوضات، أن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة سيتم تحديدها لاحقاً خلال تنفيذ المرحلة الأولى.


واحدة من أبرز النقاط الشائكة تتعلق بكيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. إذ يشير رازو إلى أن عبور المساعدات عبر معبر رفح قد يصبح موضع خلاف، خاصة بسبب موقف إسرائيل المتحفظ من التنسيق مع مصر حول السيطرة على الحدود الجنوبية للقطاع. إسرائيل بدورها أعربت عن شكوكها تجاه الجانب المصري في هذا الملف.


ورغم الاتفاق، أعلن نتنياهو بوضوح أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف العمليات العسكرية ضد “حماس” في أي وقت، مدعومة بضمانات أمريكية. وقد أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أن واشنطن تدعم إسرائيل في استئناف القتال إذا أخلت “حماس” بشروط الاتفاق. وفي خطاب تلفزيوني، وصف نتنياهو وقف إطلاق النار بأنه مؤقت، متوعداً برد “أقوى” في حال عودة الأعمال العدائية.


من جانبه، اعتبر الخبير الجيوسياسي دومينيك مويزي أن الاتفاق جاء نتيجة ضغط من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دون أن تحقق إسرائيل هدفها الرئيسي بإنهاء سيطرة “حماس” على غزة.


في السياق ذاته، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، على أن بقاء “حماس” في السلطة سيؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة، مضيفاً أن إسرائيل لن تسمح للحركة بإعادة بناء بنيتها العسكرية في غزة وستواصل استهدافها، كما تفعل مع “حزب الله” في جنوب لبنان.


داخلياً، يواجه نتنياهو معارضة من حلفائه الأكثر تشدداً الذين يرفضون الاتفاق مع “حماس”. ووفقاً لصحيفة “هآرتس”، فإن الائتلاف الحكومي قد ينهار إذا مضى نتنياهو في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. كما رجحت الصحيفة أن إسرائيل قد تستغل أي إخفاق محتمل لـ”حماس” في تنفيذ التزاماتها كذريعة لاستئناف القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى، التي تشمل إطلاق سراح النساء وكبار السن والمرضى من الرهائن.


بالمحصلة، يبدو أن وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل هش للغاية، في ظل غياب الثقة بين الأطراف والتحديات السياسية الداخلية والخارجية. وأي خلل بسيط قد يعيد إشعال فتيل العنف في المنطقة مجدداً.