آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-05:12ص

كتاباتنا وضوابط المقال الصحفي

الجمعة - 14 فبراير 2025 - الساعة 05:08 م

أنور سيول
بقلم: أنور سيول
- ارشيف الكاتب

تطالعنا يوميًا مقالات تُصنَّف على أنها مقالات صحفية، لكنها في الواقع تفتقر إلى المهنية والمنهجية الصحفية المتعارف عليها فبدلاً من أن تكون هذه المقالات محاولات جادة لتقديم المعلومة والتحليل، نجدها في كثير من الأحيان غارقة في جلد الذات أو الانحياز العاطفي، ما يجعلها بعيدة عن جوهر المقال الصحفي الحقيقي.




وأمام هذا نجد إن بعض الكُتّاب لا يدركون الفرق بين المقال الصحفي وبين الخطاب الشخصي أو التدوين الحر، فتتحول كتاباتهم إلى مدحٍ مبالغ فيه لأشخاص معينين أو ذمٍّ لجهات أخرى، مما يؤدي إلى تشويه المفاهيم وانحراف الرسالة الإعلامية عن مسارها الصحيح، فالمقال الصحفي هو بناء متكامل يقوم على الحقائق والموضوعية.




ولذلك فام المقال الصحفي الناجح يبدأ بمقدمة واضحة، تمهّد للموضوع وتجذب القارئ، لكن الكثير من الكُتّاب يهملون هذا الجانب، فيدخلون مباشرةً في صلب الموضوع دون تقديم مناسب.



أما جسم المقال، فهو العمود الفقري الذي يحتوي على المعلومات والحقائق والبيانات، لكن نجد أن بعض المقالات تتحوّل إلى سردٍ عشوائي، حيث يتم تناول أكثر من فكرة في آنٍ واحد، مما يفقد النص ترابطه.



وتأتي الخاتمة، وهي المرحلة الأخيرة التي يفترض أن تقدّم خلاصة الأفكار والرسالة النهائية، فكثير من الكُتّاب يستخدمون كلمة "ختامًا" ثم يفاجئون القارئ بإضافة فكرة جديدة، دون إدراك أن الخاتمة يجب أن تكون موجزة وواضحة، تلخص النقاط المطروحة وتترك أثرًا في ذهن القارئ.




لكي يصل المقال الصحفي إلى جمهوره بفعالية، يجب أن يكون متناسقًا، متسلسلاً، مترابطًا، وواضحًا منذ بدايته وحتى نهايته. فكل فقرة ينبغي أن تمهّد لما يليها، بحيث ينساب النص بسلاسة دون قفزات مفاجئة أو تكرار غير ضروري، فكلما التزم الكاتب بالأسس الصحيحة لكتابة المقال، كلما اكتسب مصداقية أكبر لدى جمهوره، وساهم في رفع مستوى الوعي الصحفي في مجتمعه.